قصيدة مع أنفاس العشيه (الشاعر الصافى جعفر الصافى حجر )

ونواصل قصائده :

واظــــــل اذكـــر بالكــــثيب مجـــــالسا فيظـــــلــنى جـــو من التــــــحنان

و ( كعود ) فى حر النهار و ( شلعت ) وصدى الصياح يرن فى الاركـان

وقـــــتال ( حرينا ) اذا مــا قد حمـــــت = نار الوطـــيس بسـاحة الميدان

اهوى الســــــواقى الســــاكبات مدامـــــعا= تسقـــــيك من دن ومن الحـان

كعود وشلعت وحرينا : من العاب الطفولة ايام الزمان

عزرا احبتى الكرام ان كثر بنا التجوال هنا وهناك فتارة نجول بك

فى رحاب النبوة و فى رحاب الوطن واحيانا نطوف فى رحاب

اخرى فهيا بنا نقتبس قصيدة للوطن :

ذكريات ردد الدهر صداها وعـــــهود حركت قلب صداها

وحنين هد من اركــــانه لكرام عــــــــطروا وجــــه ثراها

يا بلادا لهف نفسى من له ودبيب الضعف يمشى فى قواها

ردد التاريخ ذكرى مجـــــدها وانثنى فى الدهر يوما فنعاها

ونعى فيها شـــــــــبابا ماجـــــــدا افــــــتداها بدماء فحماها

الى ان قال :

هذه ارضى التى ازجى لها اغنيات المجد صبحا ومــــساء

اغنيات هن سلوى عاشق لرمال الغرب مهد البســــــــطاء

لبنى (الدينكا)مع احراشهم لصحاب عند خط الاستــــــواء

سحنة سوداء...فقر مضقع ونفوس مفعــــــمات بالوفــــاء

الى ان قال :

لبنى ( الفور ) وقد استقبلوا (كيلكا) بين صــــــهيل وغناء

وصدى ( الحردلو) فى صحرائه فى اغانى الفخر او وصف الظباء

الى ان قال :

ذكريات كاد يطويها غروب لعهود تملأ الــــــقلب وجــــــيبا

لنخيلات وطلع ناضر قد كسى الدهر مــــحياها شحــــــوبا

وأهيل اسرجـــــوا نيرانـــــهم وقــــعوا لحنا وتــرناما حبيبا

بترانيم رقيقات سرت تستــشير الدمع مـــــدرارا ســــــكوبا

فأرونى من دن ايام الهوى واسقنى أنشـــودة تشجى القلوبا

ونواصل انشاء الله

كتبها فى وداع مدرسة المؤتمر الثانوية ........ابريل

1962

ذكرينا يا رياح الشوق ايام الكتاب

وأبعثى الألحان تذكارا مشعا فى رحابى

وسلى الأيام هلا أسعدتنا بالأياب

وأترعى الكأس وغنى بين رشف وانسكاب

لست ادرى ما يحيك الدهر من خلف الضباب

ذكرينا ذكريات فى فم الدهر رطاب

ووجوه مشرقات شاركتنى فى صعاب

الى أن قال :

مثلما جمعنا الدهر تفرقنا طريقا

سنن الايام تمضى من بدايات الخليقة

فاذا النوم جفاك أو تغشاك رفيقا

طوف القلب وهامت مركب الماضى السحيقة

وسرت فى النفس ذكرى وبكت عهدا طليقا

وبكت خلان (كوستى) وربى (مروى)العريقة

ونواصل انشاء الله

الليل ســــاج والسـكون على الــــورى قد ســاق لحـــنا حــار في نغمـــاتــه

وعلى الطبـــيعة نفــــحة قدســــية تشجـــــى الخـــلي تزيــــد من حسراتــه

والفجــــر والســـــحر الأخــــير تسـاقـــيا نخب الهوى والنيل فى صلواتــه

والنـــور يحــــكى قصـــة أبديــــــة للشـــــاعر المخــــمور في سبــــاحــته

والعــــقل يسكب للوجـــود عصــارةويســــوق ســـر النفــــس في خطــراته

وعلى ربـــــى الحــــي العــــتيق شجــــيرة تبـكى الوجود الشر في سقـطاته

والغــــاب يســقى القـــوم مـــاء حياتهـــمويســوق رجع الماضي في زفراته

ويمضى في تأملاته ويقول :

فاللـــيل لــحن خـــالد متجــــدد= فأصـــغى لســر اللــــحن فـــي ظلــــماته

وهـــو الكتـــاب الفلســـفي لكــونـــنا فأتــــلو معانـــي الكــون في صفــحاته

ونواصل انشاء الله

آخى إن ناحت الثــكلى لتــرثى ابنــــها الألمــــع

وخطت بالأنـــين المـــر في تذكــــاره مقطـــــع

ورددت الريــــاح الهوج قصــــة ذلك المصرع

وطاف الصمت بعد الريح حول ديــارنا البلقـــع

شياه عــــــند حارتـــنا على أعشــــابها ترتــــع

تمر بســـــاحة الأحــــــرار لا تدرى ولا تسمع

وحــــول الحـــي أشـــياخ تراهم ســــجدا ركع

ودوى بعــــد صـــــمت الموت في جنباتنا مدفع

فقــــف في نشــــوة النــــــساك عند قبور قتلانا

تأمـــــل روعـــــة التاريخ في أكـــفان موتــــانا

أخي إن طفت في غلس الليالي السود واديـــــنا

تمهل في ربى ( كررى ) لكي تجتر ماضــــينا

وقف في ساحة الشهداء من عـــمروا ليـــالـــينا

إلى ان قال :

فردد أغنـــيات الزحــــف وأبعث لوعة الذكرى

وأصدح بالنشــــيد الحلو عــــبر بلادي الحـــرة

أخـــي إن عــــاد بعد الحــــرب مكـــلوم لأهليه

وأسلم نفســه للحــــزن والآهــــات تصـــــــليه

ودوى المدفع المحموم بالطغــــــيان والتـــــــيه

سالت دمعة حـــــــرى تـــردت من مـــــآقيــــه

وان طـــــــافت بـــــه في اللــيل أحلام لماضيه

ويحـــــكى أمـــــــه ( كلثوم )قصة شعبها الثائر

يذكـــــــرها دم ( القرشي )فتذرف دمعها الغائر

ولكن كــــــيف يا أمــــــاه اقعـــــد خائــــفا خائر

ونحن سلالة الأحرار في ( توشكى )( وأمبادر )

ونحن صنـــــــــاع الأمجاد في تاريخــنا الزاخر

ولا تنسى على درب الحياة الوعــــر قـــــــتلانا

تذكر في ضجيــج القوم والأقــــواس (شيـــكانا)

رائع التنوع والتجوال الذي تقوم به ياشاعرنا الهمام في رحاب شعر الشيخ الصافي جعفر

نبذه عن الشاعر والشيخ الصافى جعفر الصافى حجر

* الميلاد : 12/3/1943 م قرية البار محافظة مروى

* المعهد الفنى - كلية الهندسة المدنية 1968م

* ماجستير في الهندسة المدنية من جامعة استراثكلابد المملكة المتحدة 1983م

* مدير مشروع سندس الزراعى بالسودان

* له اسهامات فى الحركة الطلابية والعمل العام والصعيد الاجتماعى

* تميز برؤيا وتأملات في القرآن والسيرة النبوية

* له تحت الطبع - هذا الانسان

طبع له ربانيون بين الزنزانة والقصر

* له انفاس العشية

قصيدة الخلوة والجلوة

أخي إنني مستهام غريب

وتترع ذاتي من غُربتي

ودنياي دنيا جنون عجيب

ودنيا صراع مع الظُلمة

واقرأ فجراً سطور الحياة

ومعنى وجودي في سجدة

ألخص كل معاني الوجود

وسر العوالم في كلمة

ويبهرني من ربي دارها

رؤيُُ تتقاطرُ في الجلوة

ويقرأ الواحها الزاخرات

فتى ذو فؤاد وذو نظرة

ويشهد في أسطر الكائنات

معان تدل على القدرة

وتنداح ألحاني المترعات

فارقص من جذوة النشوة

وأعلم انى غريب المعانى

فأهلي جفوني على غِرّة

ولكن فى غربتي مستهام

ومستأنس داخل الوحشة

أخي هلم فقد هدهدتني

معان تُعّرش في ساحتي

حناياي مخبؤها من قديم

وهاهي في ذروة الثورة

توشحت بها من زمان مضى

وعدت بها اليوم في خلوتي

أجوس بهنّ خلال الديار

واحدو بهن بني جلدتي

أوقع ألحاني الصادحات

وأعصر فيها شفافيتي

ولو تبعوني لعرّفتُهم

معارج في ذرى الربوة

هنالك حيث الصفاء المقيم

وحيث المشاهد في الذورة

أنا من أنا يارب في معنى الحقيقة والوجودْ

هل صخرة صماء تجثم كالمنايا من بعيدْ

أم وقّع ُ لحن سائغ يحكى أحاديث الخلود

أمْ قطرة في البحر ذابت وانتهى الأمل الشرود

أنا يا ترى معنى تسرب من رُبى دنيا العبيد

ام يا ترى نفس تكبلها النوازع والقيود

أنا لست أدري ما الأنا - ولكم أُردد

من انا؟؟

*****

وطفقت ُ ابحث عن حقيقة عالمي بين الفيافي

ملأ الوجوم عليّ كوني وكم بكيت على جفافي

أين الليالي المخضلاتُ وأين تسبيح الضفاف

وتساءلت عني المدينةُ في سكون وارتجاف

من ذلك الشبحُ الشقيُّ وذلك الخلُّ المجافي

هل يا تُرى أنا ذلك الشبحُ الذي أسمو(الصافى)

لكنني ما زلت أجهل في الحقيقة

من أنا؟؟

*****

خرجت أبحث عن حقيقتي التي ضاعت وذاتي

زحم الفراغ عليّ نفسي وكم بكيت على حياتى

والدهر يزحف والزمان يقص فلسفة الرفاة

هل يا ترى أنا منهل يرتاده زُمر السُقاة

أم يا تُرى أنا مهمه أم رجع تلك الذكريات

وتعودُ أصداء السؤال أيا تُراني

من أنا؟؟

*****

وسألت شيخاً في الفضاء الرحب عن معنى الحقيقة

فأجابني الشيخ الوقور بأنها (شيخ الطريقة)

وبأنها التسبيح في جوف الليالي المستفيقة

يجتُّر في رشفانه ذكرى ترانيم عريقة

أو ذكريات للشباب ورجعُ أيام سحيقة

وبأن فلسفة الوجود وسر ما تبغى الخليقة

(قدحُ الكبيدة) في الشتاء وجُرْعةُ اللّبن الصديقة

ويعود يفحمه السؤالُ...

ايا ترانى من أنا؟؟

****

وتبسم الطفل البريء وبسمة الطفل دعاء

وقرأت في عين الصغير الغرّ فلسفة السماء

في عينه قبس الحقيقة لم يدنسه الهراء

إن الحقيقة عنده مرح الشوارع والخلاء

هي لعبة تحت الظلال مع (سمية ) او (علاء)

لم يدر ما معنى الحياة وما السعادة ما الثراء

وترسبت في ( اللاشعور) صدى شكوك

من انا؟؟؟

****

ولقيت ُ فى دربى الطويل على المدى أطياف شاب

قد انهكته على السرى بعض الجلاميد الصعاب

فسألته وقد انطوى او راح يهدر في انتحاب

فاجابني أنا يا أخي ( مستوجد) بين الصحاب

أنا تارة أجد الحقيقة في معاقرة الشراب

والغانيات الفاتنات وبين أحضان الكعاب

وأعود أبحث عن حقيقة عالمى بين الشعاب

وتعودنى رجع الوساوس

يا ترى من أنا؟؟

****

أو تارة اجد الحقيقة عند احراز الشهادة

وأكون في لغة الجياع قد احتويت على السعادة

استورد الموديل كى أعزو به نظرات غادة

وأهيم في بلدي الرحيب وفي محافلها أنادى

أزور عن لغة الضمير وعن حقيقتى المعادة

ويعودنى رجع السؤال

أيا ترانى من انا؟؟

****

أن الحقيقة قصُ تحكى وتروى ما يورع

فالشيخ لا يبغى سوى وحى التظاهر في الركوع

يخلو من المعنى العميق من التهجد والهجوع

والطفل فى بسماته البلهاء فلسفة النزوع

والشاب تسكره البطولة ولو حوت معنى الخنوع

يمشى يحقق ذاته فاذا به يرث الخنوع

هو كلما غنى تسأءل

يا تراني من أنا؟

****

ولقد بدت خلف الغيوم تلوح أضواء اليقين

هو كل شيْ في الحياة وقصّة فى العالمين

هو قائد الركب الذي يحدو ركاب المدلجين

فتراه في غسق الليالي الغر بين الساجدين

ما تقول كده من الصباح ياخي ..
شالوه من سندس الزراعي وهو الان رئيس مجلس الذكر والذاكرين

بناء على طلب الهادي الشغيل
قال متمنى يشوف الزول ده